U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى علاج الطاعون والوقاية منه



        

ما هو الطاعون ، وهدى النبى صلى الله عليه وسلم فى علاج الطاعون والوقاية منه

جاء فى الصحيحين عن عامر بن سعد بن أبى وقاص ، عن أبيه ، أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الطاعون؟ فقال أسامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطاعون رجز أُرسل على طائفة من بنى إسرائيل ، وعلى من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تدخلوا عليها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا منها فراراً منه)
وفى الصحيحين أيضاً : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطاعون شهادة لكل مسلم)

ما هو الطاعون؟

الطاعون عند أهل الطب كما ذكره صاحب الصحاح : ورم ردئ قتال يخرج معه تلهب شديد مؤلم جداً يتجاوز المقدار فى ذلك ، ويصير ما حوله فى الأكثر أسود أو أخضر، أو أكمد ، ويؤول أمره إلى التقرح سريعاً ، وفى الأكثر يحدث فى ثلاث مواضع : فى الإبط ، وخلف الأذن ، والأرنبة ، وفى اللحوم الرخوة .

يقول بن القيم : 





إذا وقع الخراج فى اللحوم الرخوة ، وباطن الفخذ ، وخلف الأذن والأرنبة ، وكان من جنس فاسد سُمى طاعوناً ، وسببه دم ردئ مائل إلى العفونة والفساد ، يتحول إلى جوهر سمى (مسموم) يفسد العضو ويغير ما حوله ، وربما رشح دماً وصديداً ، ويؤدى إلى القلب كيفية رديئة (تسوء حالة القلب بسبب الطاعون) ، فيحدث القئ والغشيان والخفقان (سرعة نبضات القلب) .

لماذا سُمى الطاعون وباءاً؟

لما كان الطاعون يكثر فى الوباء ، وفى البلاد الوبئية ، عُبر عنه بالوباء ، كما قال الخليل : الوباء : الطاعون ، وقيل : هو كل مرض يعم ، والتحقيق أن بين الوباء والطاعون عموماً وخصوصاً ، فكل طاعون وباء ، وليس كل وباء طاعون .

هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى الوقاية من الطاعون 

جمع النبى صلى الله عليه وسلم فى نهيه عن الدخول إلى الأرض التى بها الطاعون ، ونهيه عن الخروج منها بعد وقوعه كمال التحرز منه ، فإن فى الدخول فى الأرض التى هو بها تعرضاً للبلاء ، وإنما يتجنب الإنسان الدخول إلى أرضه من باب الحمية التى أرشد الله سبحانه إليها ، وهى حمية من الأماكن والأهوية المؤذية .
وأما نهيه عن الخروج من بلده ففيه معنيان :
الأول : حمل النفوس على الثقة بالله ، والتوكل عليه ، والصبر على قضاءه ، والرضى به .
والثانى : وهو ما قرره أئمة الطب : أنه يجب على كل محترز من الوباء أن يُخرج عن بدنه الرطوبات الفضلية ، ويقلل الغذاء ، ويميل إلى التدبير المجفف من كل وجه إلا الرياضة والحمام ، فإنهما مما يجب أن يحذرا ، لأن البدن لا يخلو غالباً من فضل ردئ كامن فيه ، فتثيره الرياضة والحمام ، وعليه ، فيجب عند وقوع الطاعون السكون والدعة (قلة الحركة) ، وتسكين هيجان الأخلاط ، ولا يمكن الخروج من أرض الوباء والسفر منها إلا بحركة شديدة ، وهى مضرة جداً .



الاسمبريد إلكترونيرسالة