U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

إختلال الأنية (ماذا تفعل إذا فقدت نفسك)




إختلال الأنية (عندما يفقد الإنسان ذاته)




وصف الحالة 

لكى نفهم معنى إختلال الأنية أدعوك أيها القارئ العزيز أن تقول كلمة (أنا) .. ماذا شعرت حين نطقت بهذه الكلمة ؟  .. أدعوك مرة أخرى لأن تقول لى ماذا تفعل الأن ؟ .. ستجيب : أنا الأن أقرء هذا المقالة .. سأسألك سؤالاً ثانياً : ماذا كنت تفعل أمس ؟ ستجيب : كنت أنا وأصدقائى خارج المدينة .. وإليك بسؤال ثالث : ماذا تنوى أن تفعل غداً ؟ .. ستجيب : سأواصل عملى كالمعتاد .
فى كل إجابة كنت تشير إلى نفسك .. كنت تستعمل كلمة أنا .. أذكرك بسؤالى الأول : ماذا تشعر وأنت تنطق بكلمة (أنا) ؟ ستكون إجابتك بالطبع : لم أكن أشعر بشئ .. وهذا هو الطبيعى ..فانت لا تفكر فى قدميك وأنت تمشى .. أى لا تدرك قدميك تتحركان .. ورغم ذلك فأنت تحركها حركة هادفة وواعية .
وأنت حين تفكر فى شئ وتتخذ قراراً لا تقول لنفسك : هذه أفكارى أنا .. وأنا الذى أتخذت هذا القرار ..
وأنت حين تشعر بعاطفة ما لا تحاول أن تتأكد أن هذه العاطفة صادرة عنك ..
وهذا معناه أن وعيك بجسدك وأفكارك وعواطفك هو وعى لا يحتاج إلى تأمل وتأكيد .. هذا الوعى يتكون منذ لحظة الميلاد .. فأول حركة يقوم بها الطفل هى أن يرفع يده أمام عينيه فيندهش لها .. ثم يُدرك بعد ذلك إتصالها بجسده ثم يُدرك قدرته على السيطرة عليها وتحريكها .. أنه الوعى بذاته المادية .. أى بجسده .. وتتشكل صورة لهذا الجسد فى المخ .. أى يتشكل إدراك الإنسان بجسده.. أن هذا جسده .. أنه يعبر عنه .. أى أن كيانه يتحدد بهذا الجسم .. وهذا معناه الألفة .. والألفة تقضى على الإندهاش وتقضى أيضاً على التأمل .
ثم تأتى مرحلة التفكير والتفاعل الوجدانى .. فيشعر الإنسان أن كيانه المادى يتفاعل مع الوجود من خلال أفكاره ووجدانه ..وهنا يحدث أخطر إلتحام فى حياة الإنسان .. إلتحام الجسد والنفس فى كيان واحد .. إنها الألفة الشاملة .. أى الحب والأمان .. تنظر إلى يدك فتشعر أنها أنت .. أو جزء من (أنت) وإذا نظرت إلى جسدك كله فى المرأة فإنك ترى (أنت) تفكر فتشعر أن أفكارك هى أنت .. انها الألفة الكاملة .. أى الحب بين كل أجزائك .. والأمان الذى يشعره كل جزء من الأخر .. فإذا جسدك وحدة واحدة .. وإذ عواطفك وأفكارك ملتحمة إلتحاماً عضوياً مع جسدك ، والكل يشكل شئ اسمه أنت .. تنطقها (أنا) .. أنا هذه تروح وتجئ .. تفكر وتُبدع وتتخذ القرارات وتتردد .. تحب وتكره .. تفرح وتكتئب .. (أنا) هذه عاشت الماضى وتعيش الحاضر وتنظر إلى المستقبل .. حاضرها يقودها إلى مستقبلها .. وماضيها يصل بها إلى حاضرها .. الزمان متصل لأنه متعلق بكيان واحد .. والزمان له معنى لانه يشكل حياة كيان واحد .. حياة إنسان ما .. وإذا كان هناك معنى للحياة فإن حركة الإنسان تظل مستمرة .. حركة جسدة وحركة أفكار وعواطفه .. وبذلك يلبى الإنسان إحتياجات (أنا)  .. يتحرك من أجل أن يحصل على الرزق (لأنا) .. يفكر من أجل أن يحل مشاكل (أنا) .. يخفق قلبه بحب إنسان أخر ملبياً إحتياجات (أنا) العاطفية .. يظل الإنسان هكذا حتى يموت .. وهنا تنتهى (أنا) بكل مكوناتها المادية والنفسية وتنتقل إلى عالم أخر .

تشخيص الحالة 

حالة إختلال الأنية معناها أن هناك خلل أصاب (أنا) .. نفس صاحب هذا الإختلال أصبحت فى جانب وجسده أصبح فى جانب أخر .. تعالوا نتصوره وهو يقول (أنا) .. إذا قالها فماذا يقصد بها اذن ؟ ولذا يشعر بالإندهاش .. بالإغتراب .. لا يشعر أن هذه هى يده .. لا يشعر أن هذا هو جسده .. لا يشعر أن هذه هى أفكاره .. لا يشعر أن هذه هى عواطفه .. لا يشعر أن هذه هى ذكرياته .. أى لا يشعر أن هذا الماضى يخصه أو أنه عاشه .
ما أفظعها من أحاسيس .. إنها تأتى فجاءة مثل النوبة الصرعية أو مثلما ينفجر أحد شرايين المخ فجاءة .. تماماً مثلما تحرك مفتاح النور ، فيظلم المكان فى أقل من جزء من الثانية ..
إختلال الأنية يحدث كعرض فى مرض الإكتئاب ، يحدث أيضاً فى حالات الوسواس القهرى .. يحدث مع القلق الشديد .. يحدث فى حالات الإجهاد الشديد .. ومع الضغوط النفسية الشديدة حين تحاصر المشاكل الإنسان من كل جانب ولا يملك لها حلاً ..
بعض الناس مشاكلهم متعددة .. وبعض هذه المشاكل لا حل لها .. بعض الناس يعيشون محاصرين وكل الطرق أمامهم مسدودة كالذى اشتعلت به السفينة ، وهو فى وسط المحيط ولا يجيد السباحة .. قد يصاب الإنسان بإختلال الأنية وهو فى فترة النقاهة من مرض عضوى .
وقد يصاب الإنسان بهذه الحالة بدون سبب واضح .. أى بدون وجود مشاكل وبدون وجود مرض نفسى أو عقلى .. وهى أكثر إنتشاراً فى النساء وخاصة صغيرات السن .
وكما تأتى فجأة فإنها قد تذهب فجأة مثلما تحرك مفتاح النور فيُضاء المكان وكأن شيئاً لم يكن ، ويلتقى الإنسان مع نفسه وتكون فرحتة عارمة .. احساس يشابه احساس من يلتقى بحبيبه بعد فراق طويل .. فيعانق نفسه .. يسعد الجسد بعودة النفس .. وتسعد النفس بالجسد الذى عاشت داخل خلاياه منذ لحظة الميلاد الأولى .. انها النعمة التى لا يدركها الإنسان إلا حين يفقدها .. وما أجمل أن يظل الإنسان مُعانقاً نفسه ..
ودمتم فى رعاية الله ، منسجمين مع أنفسكم .


قد يهمك أيضاً 

 كيف يشعر مريض أختلال الأنية وكيف يصف حالته للطبيب 

كيف يشعر مريض أختلال الأنية 


وللتعرف على أغرب الحالات النفسية وأغرب الأمراض النفسية

صور غريبة من المرض النفسى 
الاسمبريد إلكترونيرسالة