U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

العدمية (أسمى السيد صفر)




العدمية



العدمية هى حالة غريبة وقاسية يشعر فيها المريض أن قلبه قد توقف أو أختفى .. أو أن مخه قد ذاب أو أنه أصبح بلا معدة .. يشعر أن شرايينه قد خلت من الدماء أو أن عظامه قد تفتتت ولم تعد تصلح لحمل جسمه ..
أو قد يشعر أنه هو نفسه قد أنتهى ولم يعد له جود .. إنه أصبح بلا جسد أو أصبح صفراً .. أو يشعر أن الزمن قد توقف .. وأن كل شئ فى الحياة قد توقف .. وتوقف الزمن معناه أنه لن يتقدم فى العمر .. وبذلك يصبح خالداً وأبدياً ولن يموت ..
إنه الأكتئاب الذى يؤدى إلى الأحساس بهذه الحالة .. والأكتئاب هو تفريغ للحياة من محتواها وإجهاض لمعناها .. إنه القنبلة التى تنفجر فى وجه الحياة لتطفئ عين الشمس .. فيستحيل كل شئ إلى ظلام وعدم ..
فى البداية تظلم النفس .. يشعر المريض بعتمة داخلية فيتخبط ثم يتوقف .. تصبح نفسه عاجزة عن متابعة حركة الحياة .. وحين تتوقف النفس يصبح الجسد بلا معنى .. وهنا أمر يُنكره بالكامل .. أو يُنكر أحد أعضاءه الهامه ..
والإحساس بالتوقف قد يعكسه على الخارج ، فيى العالم قد توقف من حوله .. والتوقف معناه لا حياة ولا روح .. وبذلك يصبح لا معنى للزمن .. الأحياء فقط هم الذين يهتمون بالزمن .. أما الموتى فى القبور فلا حساب للزمن لديهم ولا معنى له .. فإذا تحرك الزمن أو توقف فلا فرق .. ولهذا فإن مريض الإكتئاب قد يشعر أن الزمن قد توقف .. وهذا يعنى عدم جدوى الزمن ..
.. وفى لحظات الألم الحاد يمر الوقت ببطء أو لا يمر على الإطلاق وكأن الزمن قد توقف عند هذه اللحظة .. وكأنه لا يريد للألم أن يرحل عن الإنسان .. إنه الإمعان فى العذاب .. تصبح الدقيقة فى حجم وثقل دهر بأكمله جاثمة على النفس بكل ما تحملة من معاناة ..
.. وحين يكون الإنسان وحيداً يتباطأ الزمن أيضاً وكأنه ينكل به ..
.. فى لحظات السعادة .. وحين يكون الإنسان فى صحبة الأحبة يتطاير الزمن ..
إذن الإنسان يشعر بالزمن ويُدركه بوجدانه ..
نبضات الوجدان هى التى تحرك عقارب الزمن .. الوجدان الحزين بنبضاته الخافته الضعيفة التى تئن بالألم تجمد عقارب مكانها .. الوجدان السعيد بنبضاته التى ترفض فرحاً تدفع العقارب دفعاً ..
الاسمبريد إلكترونيرسالة