U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

الصرع فى الطب النبوى (ما هو ، أنواعه ، علاجه ، صرع الأبدان وصراع المس من الشيطان)




أنواع الصرع وعلاجه بهدى النبى صلى الله عليه وسلم



عن عطاء بن رباح قال : قال بن عباس : ألا أريك أمرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : إنى أصرع ، وإنى أتكشف ، فادع الله لى ، فقال : ( إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يُعافيك ) فقالت : أصبر . قالت : فإنى أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ،فدعا لها ) البخارى ومسلم وأحمد .
أنواع الصرع
صرع نفسى (روحى) ، وصرع عضوى(خلقى) : الصرع النفسى من الأرواح الخبيثة ، والعضوى من الأخلاط الردئية (أى شئ أفسد عضو ما أو سبب عطب فى مكان ما فى المخ فسبب الصرع)
والنوع الثانى من الصرع هو الذى يتكلم فيه الأطباء فى سببه وعلاجه .
وأما الصرع النفسى أو صرع الأرواح ، فأئمتهم وعقلائهم يعترفون به ، ولا يدفعونه ، ويعترفون أن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الخبيثة الشريرة ، فتدافع أثارها، وتعارض أفعالها وتُبطلها .
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة ، فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر فى بدن المصروع ، وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس فى الصناعة الطبية ، ما يدفع ذلك .
وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع : المرض الألهى ، وقالوا إنه من الأرواح ، وأما جالينيوس وغيره ، فتأولوا عليهم هذه التسمية ، وقالوا : إنما سموه بالمرض الألهى لكون هذه العلة تحدث فى الرأس ، فتضر بالجزء الألهى الطاهر الذى مسكنه الدماغ .
وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بالأرواح وأحكامها وتأثيراتها ، وجاءت زندقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ( الصرع العضوى)
ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
أولاً : الصرع العقلى
علاج الصرع العقلى أو الصرع النفسى بهدى النبى صلى الله عليه وسلم
علاج هذا النوع من الصرع يكون بأمرين : أمر من جهة المريض (أى المصروع) وأمر من جهة الطبيب ، فالذى من جهة المصروع يكون بقوة نفسه ، وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها ، والتعوذ الصحيح الذى قد تؤاطأ عليه القلب واللسان ، فيجب أن يمتلاء القلب بالتوحيد ، والتوكل ، والتقوى ، والتوجه إلى الله عزوجل حتى يدفع هذه الأرواح الشريرة . والأمر الذى من جهة الطبيب المعالج فيجب أيضاً أن يتحلى بهاتين الصفتين السابقتين وهما قوة النفس وصدق التوجه إلى الله عزوجل ، حتى من المعالجين من يكتفى بقوله (أخرج منه) أوبقول (بسم الله) أو بقول (لا حول ولا قوة إلا بالله) والنبى صلى الله عليه وسلم كان يقول ( أخرج عدو الله أنا رسول الله ) صحيح بن ماجة وأحمد .
لماذا يحدث الصرع العقلى (النفسى)
إن أكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم ، وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر ، والتعاويذ ، والتحصينات النبوية والإيمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه ، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا .
ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأرواح الخبيثة ، وهى فى أسرها وقبضتها تشوقها حيث شاءت ، ولا يمكنها الإمتناع عنها ولا مخالفتها ، وبها الصرع الأعظم الذى لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة ، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة .والله المستعان .
علاج الصرع العقلى
علاج هذا الصرع يكون بإقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل ، وأن تكون الجنة والنار نصب عينيه وأمام قلبه ، ويستحضر أهل الدنيا ، وحلول المثلاث والأفات بهم ، ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر ، وهم صرعى لا يفيقون  ، وما أشد داء هذا الصرع ، فصرع الدنيا والإنغماس فيها هو أشد أنواع الصرع ، ولكن لما كثر طلاب الدنيا (الذين صرعتهم الدنيا) لم يصر مستغرباً ولا مستنكراً ، بل صار لكثرة المصروعين عين المستنكر ، المستغرب خلافه .
فإذا أراد الله بعبد خيراً أفاق من هذه الصرعة ، ونظر إلى أبناء الدنيا مصروعين حوله يميناً وشمالاً ، على إختلاف طبقاتهم ، فمنهم من أطبق به الجنون ، ومنهم من يفيق أحياناً قليله ويعود إلى جنونه ، ومنهم من يفيق مرة ، ويجن أخرى ، فإذا أفاق عمل عمل أهل الإفاقة والعقل ، ثم يعاوده الصرع فيقع فى الخبط .
ثانياً : صرع الأخلاط أو الصرع العضوى
ما هو الصرع العضوى أو صرع الأخلاط ؟
هو علة تمنع الأعضاء النفسية عن الأفعال والحركة والإنتصاب منعاً غير تام .
أسباب الصرع العضوى
وسبب هذا الصرع هو خلط غليظ لزج يسد منافذ بطون الدماغ مدة غير تامه ، فيمنع نفوذ الحس والحركة فيه وفى الأعضاء نفوذاً تاماً من غير إنقطاع بالكلية ، وقد يكون سببه أسباب أخرى كريح غليظ يحتبس فى منافذ الروح ، أو بخار ردئ يرتفع إليه من بعض الأعضاء ، أو كيفية لاذعة ، فينقبض الدماغ لذفع المؤذى ، فيتبعه تشنج فى جميع الأعضاء ، ولا يمكن أن يبقى الإنسان معه منتصباً ، بل يسقط ، ويظهر فيه الزبد غالباً .
وهذه العلة تعد من جملة الأمراض المزمنة بإعتبار الألم الشديد التى تسببه والفترة الطويلة التى تستغرقها والمكان الحساس الذى تصيبه حيث أنها تصيب الدماغ . هذا الصرع يكون ملازماً لصاحبه . قال أبقراط : إن الصرع يبقى فى هؤلاء حتى يموتوا .
وإذا عُرف هذا ، فهذه المرأة التى جاء الحديث أنها كانت تصرع وتتكشف يجوز أن يكون صرعها عضوى من هذا النوع ، فوعدها النبى صلى الله عليه وسلم الجنة بصبرها على هذا المرض ، ودعا لها أن لا تتكشف ، وخيرها بين الصبر والجنة ، وبين الدعاء لها بالشفاء من غير ضمان للجنة ، فاختارت الصبر والجنة .
وفى ذلك دليل على جواز ترك المعالجة والتداوى ، وأن علاج الأرواح بالدعوات والتوجه إلى الله يفعل ما لا يناله علاج الأطباء ، وأن تأثيره أعظم من تأثير الأطباء .


الاسمبريد إلكترونيرسالة