U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

الرؤية السابقة (خداع الأحاسيس) هل يعيش الإنسان مرتين ؟




الرؤية السابقة (خداع الأحاسيس) هل يعيش الإنسان مرتين ؟


ما المقصود بالرؤية السابقة أو ما يسمى بخداع الأحاسيس ؟
الرؤية السابقة أو خداع الأحاسيس معناها أن ما تراه الأن تشعر أوتوقن أنك رأيته من قبل ، ما تسمعه سمعته من قبل ، أى أن اللحظة الحالية عشتها من قبل .. الجديد يصبح قديماً .. الغريب يصبح مألوفاً .. غير المعروف يصبح معروفاً .. إنها المعرفة التى تزيل القلق أمام المواقف الجديدة والغريبة .
هناك حالة من القلق يشعر بها الأنسان إزاء كل موقف جديد .. مكان جديد .. إنسان تقابله لأول مرة .. فى المرة الثانية يزول القلق .. ولذلك فنحن دائماً نحب أن نزور الأماكن التى زرناها من قبل .. وذلك لنثبت أننا أستطعنا أن نتغلب على قلقنا .. إنه إنتصار الإنسان على قلقه .. إنتصار الإنسان على خوفه الداخلى من الجديد المجهول الذى لا نعرف ماذا يخبئ لنا .
تزور بلذ لثانى مرة .. يدعوك أهله لترى أماكن جديدة لم ترها فى زيارتك الأولى .. فتطلب أن تزور فى البداية نفس الأماكن التى زرتها من قبل فى المرة السابقة .. إنه إستجماع الإحساس بالألفة التى نحتاجها فى كل وقت .. الألفة هى الحب والطمأنينة .. للناس والأشياء .. ومن خلال رصيد الألفة تستطيع أن تخطو خطوة جديدة نحو شئ جديد سرعان ما يسجل فى ذاكرتك ليصبح خبرة قديمة ومألوفة ..
الرؤية السابقة هى نزييف للواقع .. إنها خداع الأحاسيس .. خداع فى صورة يقين .. إنها دفاع ضد القلق .. دفاع ضد الوحشة ..
ولهذا يُصاب بها الإنسان فى حالة الإجهاد الشديد .. الإجهاد الجسدى أو الإجهاد النفسى .. حين تزيد الهموم وتتكاثر المشاكل .. الطريف أن كل إنسان تمر به حالة الرؤية السابقة .. أى أنها حالة طبيعية .. ويبدو أنها تؤدى للإنسان وظيفة نفسية .. تنتشله من حالة الإغتراب .. إنها تحميه من حالة الضياع الذى يشعر به حين يكون مجهداً ومثقلاً .. إنها تربطه بالواقع حتى وإن زيفته له .. تطمئنه وتقول له : أنت تعرف كل شئ .. لقد كنت هنا من قبل .. رأيت هذا الإنسان من قبل .. لقد سمعته من قبل .. إذن لا جديد .. إذن لا داعى للقلق .. رصيدك غنى بالمعلومات عن تلك اللحظة ..
الرؤية السابقة تحدث أيضاً فى بعض حالات الصرع حين تكون البؤرة فى الفص الدماغى .. إنها نفس البؤرة التى تسبب له إختلال الأنية وإختلال الواقع.. هذا المعنى أن الفص الصدغى هو المسئول عن الإدراك .. إدراك الذات .. إدراك الحقيقة .. إدراك الواقع .. من الفص الدماغى تمتد الحبال التى تربطنا بواقعنا الحقيقى .. فإذا أصيب بالخلل اللحظى نتيجة لبؤرة اختل هذا الواقع فى تلك اللحظات ..

التفسير الفسيولوجى لحالة الرؤية السابقة 

هناك تفسير فسيولوجى لحالة الرؤية السابقة .. فكما هو معروف أن المخ عبارة عن كرة مقسمة إلى جزئين .. نصف كرة أيسر ونصف كرة أيمن .. الطبيعى أن يعمل النصفان بتنسيق كامل فى حالة الرؤية السابقة .. فإن أحد النصفين يستقبل الواقع الخارجى مثل النصف الأخر ويخزنه فى الذاكرة .. بعدها بأقل من أجزاء الثانية يستقبل النصف الأخر نفس الواقع .. فى هذه الحالة يكون واقعاً قديماً لأنه قد تم إستقباله وتخزينه فعلاً .. ولهذا يشعر الإنسان أنه عاش من قبل هذه اللحظة .. وهو إحساس صادق .. لأن أحد نصفى المخ عاش اللحظة قبل النصف الأخر .. فى هذه الحالة يكون الإنسان قد عاش مرتين ..
الاسمبريد إلكترونيرسالة