من المعروف أن للمبيض وظيفتين : الأولى إنتاج الهرمونات التى تُحدث الدورة الشهرية ، والثانية : إنتاج البويضات التى تُخصب بالحيوانات المنوية للزوج فيحدث الحمل .
وتحدث هاتان الوظيفتان تحت تأثير الجهاز العصبى .. وبالتحديد المخ ..ثم تأثير الغدد النخامية الموجودة تحت المخ ، والتى يتحكم فى وظيفتها مركز فى المخ يُسمى (تحت السرير البصرى) وكذلك تلعب بعض الغدد الأخرى بعض الأدوار .
أما العوامل النفسية ، فيأتى تأثيرها على هذه العمليات عن طريق أثرها على الجهاز العصبى .. من أمثلة ذلك :
حالة السدم العصبى :
وهى حالة تتسم بقلة الشهية للطعام .. وتحدث نتيجة مجهود شديد ، أو إضطراب نفسى .. وقد يكون الإضطراب النفسى هذا عاملاً أولياً فى حدوثها ، أو عاملاً ثانوياً ناتجاً عن فقدان الشهية والهزال الشديد الذى يصيب الجسم .
ويكثر حدوث هذه الحالة بين المجدين والإنطوائيين والواسواسيين .
إنقطاع الطمث النفسى :
فهناك مجموعة من السيدات يتفاعلن مع الضغط النفسى ، أو الصدمة العصبية بإنقطاع ثانوى للطمث (أى سبق لهن إنتظام الطمث قبل ذلك ) ويحدث هذا الإنقطاع بدون وجود أية أمراض عضوية ، أو بالجهاز التناسلى .. وتنتشر هذه الحالة بين غير المتزوجات ، من ذوات الفهم العالى ، والمندمجات فى المشاكل الإجتماعية ، أو البيئة فى العمل أو المدرسة ، ومن يحاولن إنقاص وزنهن .. وهناك مجموعتان من هذه الحالات تبدوان بوضوح عند قياس مستوى الهرمونات بالدم ..
المجموعة الأولى : تتسم صاحباتها بمستوى عادى للهرمونات ، وهن الأناث اللاتى حدث لهن بلوغ طبيعى ، وظهور الطمث بدرجة عادية ، مع وضوح علامات البلوغ ، ثم تعرضن للصدمة العصبية التى غالباً ما تصاحبها درجة من الإكتئاب .. وقد يحدث تحسن تلقائى لهذا النوع ، أو قد تحدث إستجابة للعلاج النفسى ، لإستعادة الثقة بالنفس .. وغالباً لا صاحبات هذا النوع إلى العلاج بالهرمونات .
المجموعة الثانية : وتتسم صاحباتها بمستوى منخفض للهرمونات ، وهؤلاء لا يحدث لهن تحسن تلقائى ، ولكن يحتجن العلاج بالهرمونات .
الحمل الكاذب
وهو يحدث فى السيدات اللاتى يعانين من العقم لمدة طويلة ..أو عندما يقتربن من سن اليأس ، حيث ينقطع الطمث ، وهنا تظهر قابلية للقئ ، وقد يحدث فعلاً ،مع تغيرات بالثديين ، وظهور الإفرازات منهما ، تماماً مثلما يحدث فى السيدات الحوامل، كما يزداد وزنهن ، وتبرز بطنهن (زيادة الغازات فى الأمعاء) ويُهيأ لهن الإحساس بحركة الجنيين ، وعند الموعد الذى حددته الولادة ،تحدث الأم شديدة بالبطن تشبه الأم الوضع .. وهذه النوعية من السيدات تحتاج للعلاج النفسى .
فى الماضى كانت العوامل النفسية مسئولة عن 50 بالمائة من حالات العقم ..ولكن مع تقدم العلم ،وظهور وسائل التشخيص الجديدة ، إنخفضت هذه النسبة كثيراً .
عوامل أخرى
يحدث الحمل لحوالى 10 بالمائة من السيدات بمجرد زيارتهن للطبيب .
قد تظهر العوامل النفسية على هيئة قلة عدد الدورات الشهرية .
تقل الخصوبة فى ذوات إنفصام الشخصية .
حدوث تغيرات فى عنق الرحم ، أو إنقباض فى البوقين ، نتيجة للتوتر النفسى ، وكذلك ما يسمى بإحتقان الحوض .
عدم حدوث الحمل لكثير من السيدات العقيمات ، اللاتى ليس عندهن تبويض ، على الرغم من إعطائهن منشطات للتبويض .
الشعور بالذنب الشديد لعدم قدرة كل من الزوجين العقيمين على تحقيق رغبة الأخر فى الإنجاب ، مما يشكل صعوبات فى شخصية كل منهما ، نتيجة لتفاعلات عدم الإنجاب ، وللبحث المستمر فى هذا الشأن ، وللخوف من الفشل ، ومن توجيه اللوم من الأخرين .
الضغوط الخارجية من الأسرة والأصدقاء ، حيث تؤثر سلبياً على الثقة بالنفس ، وعلى الحالة الجنسية (كفقدان الرغبة والقذف المبكر) ، وكذلك تؤثر على مقدار الحب الذى يربط بينهما .
وأخيراً لابد أن يكون دور الطبيب هنا هو المصارحة التامة فى المناقشة مع الزوجين ، ليعرفا حقيقة وضعهما ليتأقلما عليه فى حياتهما .