U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

كيمياء الجنس (تعرف على طبيعة العلاقة الجنسية)




كيمياء الجنس (تعرف على طبيعة العلاقة الجنسية)



إنها ليست شكوى مريض واحد ، ولكن هذه الشكوى تكررت من العديد من المرضى ، فهم شباب فى سن الرجولة المبكرة ، والتى يفترض فيها الصحة والفتوة ، إلا أنهم يصابون فجأة بالضعف الجنسى الذى قد يصل إلى حد العجز الجنسى ، وتفشل العلاقة الجنسية مع زوجاتهم ، وهم فى حيرة من هذا الأمر الذى ظهر فجأة والذى لا يوجد له سبب من وجهة نظرهم ، مما يجعلهم يكابرون مدة طويلة ، قبل أن يفكروا فى اللجوء إلى الطبيب ، طلباً للعلاج .


بعد فحص مثل هؤلاء المرضى وإجراء التحاليل والإختبارات اللازمة لهم يتضح لنا أنه لا يوجد أى سبب عضوى يؤثر على الكفاءة الجنسية ، ولكن التدقيق فى طبيعة العلاقة الزوجية والحياة الإجتماعية والظروف المالية وغيرها الكثير من الأمور التى تتعلق بحياتنا اليومية ، وتؤثر علينا بصورة مباشرة وغير مباشرة ، إن التدقيق فى هذه الأمور وضح لنا أن كلاً منهم يعانى من أمر أو أكثر من هذه الأمور ، هو الذى أدى إلى هذا الضعف الجنسى ، وبمناقشة هذه الأمور مع مرضانا والوصول إلى الأسباب التى أدت إليه ، وكيفية معالجتها وعدم التعرض لها ، يتخلص المريض من هذه الأسباب ، وتعود إليه كفاءته الجنسية بصورتها الطبيعية ببساطة ، ودون الحاجة إلى أى دواء .
من أجل هذا أردنا أن نوضح لمرضانا ولكم جميعاً طبيعة العلاقة الجنسية ، فالجنس ليس ميكانيكا ، ولكنه كيمياء ، فلا يكفى الخلو من الأسباب العضوية ، لكى يتمتع الشخص بالكفاءة الجنسية ، لأن الجنس فى واقع الأمر هو عدة عناصر تتوافر وتتحد ، لكى تكون قدرة جنسية فائقة أو مرضية ، أو تكفى لمجرد الأداء ، أو جنس ضعيف ، أو فقدان القدرة تماماً ، هذه العناصر التى تكون كيمياء الجنس كثيرة ، ربما لا يمكن حصرها ، فلا تكفى الرغبة الجنسية وحدها ، لكن لابد توافر عناصر أخرى مثل راحة البال ، السعادة ، الهدوء ، الإستقرار ، العلاقة الزوجية الطيبة ، عدم القلق ، الشعور بالإستقرار العاطفى والحياة الإجتماعية السوية ، الإستقرار المادى والإطمئنان على المستقبل ، ثم الراحة فى العمل ، والوصول إلى الهدف والرؤية المستقبلية المطمئنة ، هذا بالإضافة إلى الصحة العامة والبنيان الجسدى ، والخلو من الأمراض العامة ، كالكبد والقلب والكلى وغيرها ، من الأمراض التى تؤدى إلى ضعف الجسم بصفة عامة .
كل هذه العناصر تتحد فى الجانب الأيمن من المعادلة الكيميائية لتعطينا فى الجانب الأيسر صورة الكفاءة والقدرة الجنسية ، فإذا لم يتوافر فى الجانب الأيمن إلا عاملان أو ثلاثة عوامل فقط أدى هذا إلى القصور الجنسى ، أما إذا زادت العوامل إلى مجموعة أكبر قليلاً أدى هذا إلى الضعف الجنسى وكلما زادت العوامل فى الجانب الأيمن كلما زاد إتحادها إلى نتائج أفضل فى الجانب الأيسر من الأداء الجنسى الضعيف ، ثم المرضى ، ثم الفائق .
هذا هو الجنس فى حياة الرجل معادلة كيميائية تجمع عناصرها لتحصل على نتائجها ، فيجب ألا نغفل هذه الأمور ، ولا نتصور أنها عديمة القيمة ، لأنها فى الواقع هى المعيار الحقيقى لحسن الأداء الجنسى ، ولذا يجب علينا ألا نجزع إذا أصيب أحدنا فى فترة من الفترات ببعض الضعف الجنسى ، فهذا أمر وارد لكل شخص طبيعى على مدى حياته الزوجية ، فهناك فترات تتجمع فيها العوامل المؤثرة بصورة مرضية ، وبالتالى تؤدى إلى أداء جنسى رائع وممتع للطرفين ، لكن أيضاً هناك فترات أخرى يحدث فيها خلل فى بعض العوامل المؤثرة ، مما يؤدى إلى سوء الأداء أو الإشباع الجنسى ، ولكنه ليس لأسباب عضوية ، ولا لأمراض نفسية ، وعلينا أن نبحث مع أنفسنا ما حدث من خلل فى هذه الفترات لمعالجة الخلل وتفاديه ، وسنجد أن حالتنا عادت إلى صورتها الطبيعية وعادت كيمياء الجنس إلى معدلاتها الطبيعية .
دكتور حسين الأنصارى
مدير المركز الطبى لأمراض الذكورة والعقم
الاسمبريد إلكترونيرسالة