U3F1ZWV6ZTUyMjMzMDUzNzk5NDI3X0ZyZWUzMjk1MzEyNjk3MzkzMA==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل

ملف شامل عند التدخين (التدخين وتأثيره على الصحة العامة وكيفية الإقلاع عنه)

الداء والدواء



ملف شامل عند التدخين (التدخين وتأثيره على الصحة العامة وكيفية الإقلاع عنه)

من أشهر أغانى محمد عبد الوهاب فى الأربعينيات من القرن العشرين أغنية تقول (الدنيا سيجارة وكاس ، ومن بعدها راحت السينما المصرية تقلد السينما العالمية فى ظهور أبطال الأفلام وهم يدخنون السجاير أو ماشابه ، وسرعان ما أستغلت شركات إنتاج السجاير العالمية الموقف وراحت تعلن عن منتجاتها بشتى الوسائل مما ساعد على إنتشار التدخين إنتشاراً رهيباً .

 
ثم أكتشف العلم والطب آثار التدخين على الصحة العامة وراحت الحقيقة تتجلى لتعلن أن التدخين من أخطر العادا على صحة الإنسان وتراوحت آثاره ما بين الآثار البسيطة المحتملة مروراً بالأثار المرضية العادية ، وإنتهاء بالأثار المدمرة ، وعلى رأسها الأمراض السرطانية فى الفم والرئتين ، وحتى البنكرياس والرحم والمثانة ، وهو ما أثبتته أحدث الأبحاث العالمية .
والتدخين لم تعرفه البشرية إلا فى أواخر القرن السادس عشر فبعد رحلة كولمبس وإكتشاف أمريكا فى منتصف القرن السادس عشر بدأت رحلات متكررة لمعظم البلدان الغربية مثل فرنسا وإنجلترا وإسبانيا والبرتغال ، وهى رحلات إستكشافية فى ظاهرها ، وإستعمارية فى حقيقتها .
وكان التدخين من العادات الموجودة بين الهنود الحمر سكان البلاد الأصلية ، وكان الترحيب بالضيوف (أو المستعمرين) هو تبادل تدخين الغليون الهندى الطويل ، مما كان يعطى المدخن نوعاً من الإنتعاش الوقتى .
وبحث المقامرون والمستعمرون عن مصدر المواد التى توضع فى الغليون الهندى وأكتشفوا نباتاً هو مصدر هذا الدخان ، حيث تؤخذ أوراقه وتُجفف ، وتُخلط ببعض المواد اللزجة ، وتوضع فى الغليون ، وفى أواخر القرن السادس عشر قام دبلوماسى فرنسى بدعى نيكوت بنقل هذا النبات إلى أوروبا حيث نجحت زراعته ، وكان المصدر الذى نقل منه الدبلوماسى الفرنسى النبات جزيرة من جزر الهند الغربية تدعى جزيرة توباجو لذلك أطلق على النبات المنقول أسم نيكوتينا توباكم ، مزجاً بين أسم الدبلوماسى الفرنسى ، وبين أسم الجزيرة المصدر ، ولم تعرف المادة الفعالة فى النبات إلا فى القرن الثامن عشر ، وأطلق عليها أسم نيكوتين ، وهو أهم مادة فى كل أنواع التدخين المعروفة أو ماشابه ذلك مثل المضع (المضغة) ويرجع إلى هذه المادة التأثيرات على الجمسم خصوصاً الجهاز العصبى ، والتى تجعل المدخن يعتاد عليها  ثم تصبح نوعاً من الإدمان .
والواقع أن النيكوتين واحد من 200 مادة أخرى يحتوى عليها الطباق الموجود فى وسائل التدخين المختلفة .
ولم يعد الطباق المدخن مجرد نتاج لنبات النيكوتينا ، بل إن صناعة التدخين تدخل عليه معاجات كيماوية خاصة ، بإضافة مادة القطران بنسب محددة وسرية لكل شركة ، مما يعطى نوعاً من الإدمان للمدخن ، لا يجعله يقلع عن التدخين بسهولة .
وتأثير النيكوتين على الجسم من الناحية الفسيولوجية أصبح معروفاً فهو ينبه الغدة فوق الكلية أو الغدة الإدرينالينية ، لإفراز مادة الإدرينالين وهذه المادة تسبب إنقباضاً فى الأوعية الدموية للجسم فتنخفض درجة حرارة الأطراف تماماً كما يحدث عند التعرض للبرد ، وتزداد سرعة نبضات القلب وقد يرتفع ضغط الدم ، ويحدث إحساساً بالزغللة ، أو الدوار ثم إحساس بالغثيان والميل للقئ ، وأحياناً إسهال وكذلك إرتفاع فى سكر الدم .
هذه الأعراض يحس بها المدخن فى بداية مراحل التدخين ، ثم يتأقلم عليها بالتدريج وقد يتسعين ببعض منها ، مثل الإسهال ويصبح من عاداته الدخول إلى دورة المياة مشعلاً سيجارة بين شفتية كوسيلة لإخراج أسهل وهى معروفة بين المدخنين .
والنيكوتين يمتص بسهولة من الأغشية المبطنة للفم والرئتين ، بل والجهاز الهضمى ، وحتى الجلد ، والشخص الذى يحمل سيجارة غير مشتعلة فى فمه قد يمتص النيكوتين دون أن يحس ، أما عن علاقة التدخين بالصحة ومدى خطورة التدخين فقد بدأ الإهتمام بها بعد الحرب العالمية الثانية وتصاعد هذا الإهتمام حتى أصبحت حقائق مؤكدة عن خطورة هذه العادة وإتساع آثارها المدمرة على أجهزة الجسم ، مما جعل هئية الصحة العالمية تصدر إلزاما عالمياً لكل شركات التدخين بوضع تحذير عن هذه الخطورة فى كل أعلاناتها .
والأثار الضارة من التدخين ليست كلها من النيكوتين ، بل الحقيقة إن مادة النيكوتين أقلها خطراً وتدميراً .
فقد ثبت أن دخان الطباق يحتوى على عشر مواد على الأقل يمكن أن تسبب أمراضاً سرطانية فى حيوانات التجارب ، وفى إحصائية علمية ثبت أن الرجال المدخنين معرضين للإصابة بسرطان الرئة بعشرة أضعاف غير المدخنين .
كما أن التدخين له إتصال مباشر ومؤكد بأمراض أخرى كثيرة مثل سرطان الفم والبلعوم ومثل أمراض القلب والشرايين (الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين التاجية) كما أنه له تأثيراً مؤكداً فى ضعف الخصوبة ، والقدرة الجنسية ، وحدوث إجهاض متكرر أو لادة أطفال مبتسرين (ناقصى الوزن) إن المدخن يفقد من 5 – 8 سنوات من عمره أو ما يوازى خمس دقائق ونصف لكل سيجارة يدخنها .
السبب لكل هذه الأمراض يكمن أساساً فى وجود مواد تتصاعد من الدخان بعضها مواد كيماوية متبخرة ، وبعضها ناتج عن الإحتراق غير الكامل .
ويأتى على قمة هذه المواد غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن عدم الإحتراق الكامل لمادة القطران الموجودة فى الدخان ، هذا الغاز له قابلية عالية للإتحاد بمادة الهيموبلوجين الموجودة فى كرات الدم الحمراء بمائة مرة قابلية الأتحاد بالأكسجين ، وهى الوظيفة الأساسية لمادة الهيموبلوجين هذه أى أن أول أكسيد الكربون يزيح الأكسجين ويحل محله ، أو يحتل مكانه ، ويؤدى هذا تدمير 8 % من كرات الدم الحمراء والنتيجة تأثر خلايا الجسم وخصوصاً خلايا المخ بنقص الأكسجين فيكون الإحساس بضيق التنفس لأقل مجهود ، وعدم التركيز الذى قد ينخفض بنسبة 15 % عن القدرات العادية ، ومجرد الإقلاع عن التدخين تماماً ، يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعى فى مدة لا تزيد عن ثلاثة أسابيع .
كما لوحظ أن نقص الأكسجين نتيجة إمتصاص أول أكسيد الكربون أثناء التدخين يؤثر على التمثيل الغذائى للمواد السكرية فى الجسم . والمرأة الحامل بالذات يصيبها ضرر من هذه المواد فيتأثر الجنين ، وقد يحدث إجهاض متكرر ، وقد يولد الطفل قبل ميعاده (مبتسراً) أو يولد ضعيفاً هزيلاً لا يتحمل الحياة ، وترتفع نسبة الوفيات بين حديثى الولادة بشكل مؤكد عند المدخنات .
علاقة التدخين بالأورام السرطانية أصبحت مؤكدة ولا جدال فيها ، وعلى قمة هذه الأورام سرطان الرئة ، فقد ثبت أن المدخنين عرضة للإصابة بسرطان الرئة عشر مرات لغير المدخنين بمعنى أن إصابة شخص عادى بسرطان الرئة يقابله إصابة عشر أشخاص من المدخنين .
ولا تقتصر الإصابة بالأورام السرطانية على الرئة ، بل هناك إحتمال الإصائب بسرطانات أخرى فى الفم والبلعوم والبنكرياس والمثانة وعنق الرحم عند السيدات .
وعلاقة التدخين بأمراض الجهاز الدورى مؤكدة أيضاً ، وذلك من تأثير أول أكسيد الكربون وكذلك من تأثير المواد المضافة إلى النيكوتين على جدران الأوعية الدموية ، تصلب الشرايين يزيد بوضوح بين المدخنين مما يزيد إحتمال الإصابة بالذبحة الصدرية ، وجلطة الشريان التاجى أو إصابة شرايين المخ ، وما ينتج عنها من جلطات أو نزيف وأخيراً إصابة شرايين الأطراف ، وما يؤدى إليه من صعوبة فى المشى ، وإحتمال حدوث غرغرينا خاصة بين مرضى السكر من المدخنين .
وعلاقة التدخين بالرئتين معروفة ، فهو يؤدى إلى حدوث نزلات شعبية مزمنة ، وعدم القدرة على التخلص من إفرازات الصدر (البلغم) لفقدان الشعب الهوائية للأهداب الطاردة للبلغم ، والتى تبطنها من الداخل نتيجة التدخين المستمر ،وكلنا يعرف السعال والكحة الصباحية عند المدخنين ، والنشاز الصباحى المعروف عن نوبات السعال ،ومحاولة إخراج البلغم بأى طريقة .
وحتى المعدة تتأثر أيضاً بالتدخين ، فقد ثبت أن الإصابة بقرحة المعدة والأثنى عشر تزيد كثيراً بين المدخنين ، كما أن حدوث نزيف من هذه القرح يكون أكثر إحتمالاً ، 

أضرار التدخين

ثم يأتى السؤال : هل من السهل الإقلاع عن التدخين ؟
من المثير للدهشة أن معظم المدخنين يرغبون فى الإقلاع عن التدخين وتكون المحاولة المرة بعد الأخرى وتفشل ، لأن الواقع العلمى يؤكد أن (النيكوتين) سبب نوعاً من الإدمان القوى ، وهذا الإدمان يتصف بصفتين : الأولى أنه قصير المدى ، بحيث لا يستمر إلا ساعتين أو ثلاثة بين السيجارة والأخرى ، والثانى أنه يظل مطبوعاً داخل خلايا المخ لسنوات ، لذلك فقد يعود المدخن إلى التدخين بعد الإقلاع عنه لسنة أو أكثر .
ورغم هذا فإن الإقلاع ممكن إذا أتبعت فيه بعض الحقائق العلمية :
1 – الإقلاع المقنن أى الذى يكون تدريجياً ، ليس هو الأسلوب المثالى ، عكس ما يظن البعض ولكن الإقلاع القاطع المفاجئ هو الأمثل شريطة أن يتحمل المدخن بعض المتاعب التى لا تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع .
2 – يمكن التغلب على متاعب الإقلاع بإستعمال بعض الوسائل البديلة لإدخال مادة النيكوتين دون المواد الأخرى ، وهناك طرق كثيرة لذلك منها : وضع ملصقات على الجلد تحتوى على النيكوتين ويتم إمتصاصه من الجلد ببطء ومنها إستعمال بعض ا،واع اللبان ، التى تحتوى على النيكوتين ، ومنها إستعمال بخاخات للأنف لذلك الغرض .
3 – العامل النفسى والظروف الإجتماعية تعلب دوراً أساسياً فى عدم القدرة على الإقلاع عن التدخين لذلك دخل إلى الميدان حديثاً بعض العقاقير ذات التأثير على الحالة النفسية للمدخن ، وأثبتت أبحاث حديثة فى سنة 2000 عن نجاح واضح لأحد هذه العقاقير ، ويسمى بوبروبريون ، Buproprion  وهو عقار لعلاج الإكتئاب أثبت فعالية فى الإقلاع عن التدخين إما وحده وإما مع الإستعانة بالوسائل الأخرى ، مثل ملصقات الجلد وغيرها .
وأعراض الإقلاع يجب أن توضع تحت الأضواء حتى يتفهمها المدخنون ، ولا يعزونها لأسباب أخرى .
تظهر هذه الأغراض عادة بعد 48 ساعة من الإقلاع ، وهى عادة تكون على شكل قلق وتوتر وضعف فى القدرة على التركيز وصداع وميل للنوم والكسل والإحساس بأن الرأس فاضية كما يقول المدخن ويحدث أرق وإمساك وفقدان شهية وحنين طاغ للتدخين .
هذه الأعراض تبدأ فى التناقص تدريجياً حتى تختفى تماماً فى مدى 3 – 4 أسابيع ، وإن بقى الحنين يعاود صاحبه بين لحظة وأخرى ، فإذا تغلب على هذا الحنين بقوة الإرادة والإندماج فى الحياة نجح ، وإذا ضعف وعاد للتدخين كان السقوط المدوى .
يبقى أن نقول إذا كان التدخين يسبب نوعاً من الإدمان – فإذا هو من المحرمات – كالخمر والمخدرات ، لو كانوا يعقلون .
كلمات ذات صلة بالموضوع
التدخين وخطورته ونصائح للإقلاع عنه
تأثير التدخين على المرأة الحامل
الإجهاض المتكرر والتدخين
الأثار المدمرة للتدخين
كيف أُكتشف التدخين ومن الذى أكتشفه
هل يعود الجسم إلى وضعه وحالته الصحية بعد الإقلاع عن التدخين
تأثير التدخين على خصوبة الرجل وقدرته الجنسية
عدد المواد المدمرة فى التدخين
الأمراض المختلفة التى يسببها التدخين
لماذا يفضل بعض المدخنين التدخين فى الحمامات ودورات المياه
لماذا تُكتب على علب السجائر عبارات تحذر من التدخين مثل (التدخين ضاراً جداً بالصحة ، التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة )
علاقة التدخين بالأورام السرطانية وأمراض الجهاز الدورى والرئتين والصحة العامة
هل من السهل الإقلاع عن التدخين
لماذا يصعب الإقلاع عن التدخين
أعراض ما بعد الإقلاع عن التدخين
التدخين والهاوية
الإكتئاب والتدخين

الاسمبريد إلكترونيرسالة