دوالى الساقين : متى تعالج بالأدوية ومتى تعالج بالجراحة ؟

دوالى الساقين : متى تعالج بالأدوية ومتى تعالج بالجراحة ؟

نقدم فى هذا الموضوع تساؤلات كثيرة بشأن دوالى الساقين ، تعكس مدى الحاجة الملحة إلى معرفة كل المعلومات العلمية عنها .. فماذا تقول التساؤلات ، وماذا تقول الإجابة الصحيحة عنها ؟

ماهى دوالى الساقين ؟

هى تمدد وإنتفاخ الأوردة السطحية بالساقين مما يجعلها بارزة ونافرة ، الشئ الذى يشوه المنظر ويؤدى إلى مضاعفات لا تُحمد عقباها .

وماذا عن الدورة الدموية بالساقين ؟

ما دامت الدوالى ترجع إلى إضطراب بالدورة الدموية بالساقين فإنه يجدر بنا أن نستعرض كيف تتم هذه الدورة .

كما نعلم فإن الدم يأتى مندفعاً بقوة ضربات القلب إلى الساقين فى الشرايين محملاً بالأكسجين والغذاء ، وتتفرع الشرايين إلى فروع صغيرة فأصغر ، تُعرف بالشعيرات حيث تتحلل الأنسجة وتغذيها بالهواء النقى ، ثم يعود الدم الفاسد إلى القلب خلال الأوردة .

وإذا كان من الواضح ان القلب هو الذى يدفع الدم إلى جميع أجزاء الجسم فما الذى يعيد الدم من الأطراف إلى القلب خاصة وأن رحلة الدم من الساقين تكون فى عكس الجاذبية ؟

لعل أول هذه الظروف هو إستمرار نبضات القلب القوية التى تواصل دفع الدم إلى الأنسجة ، فالدم الذى فيها لابد أن يسير ليخلى مكاناً للدم الوارد .

ثانياً : فإن حركة الحجاب الحاجز أثناء التنفس تؤدى إلى شفط الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى الصدر وتعيده إلى القلب .

ثالثاً : فإن عضلات الأطراف التى تؤدى عمل المضخة أثناء إنقباضها تدفع الدم إلى القلب . وأوردة الساقين مزودة من الداخل بصمامات خاصة تسمح بمرور الدم إلى أعلى ، وليس فى الإتجاه المضاد .. وإلا فإن الدم الصاعد إلى القلب قد ينزل ويتجمع فى الساقين .

وما هى أسباب هذه الدوالى ؟

إن فشل صمامات أوردة الساقين فى عملها يؤدى إلى تجمع الدم فى الأوردة وعدم رجوعه إلى القلب وبالتالى فإنها تنتفخ وتتورم وتصبح نافرة .

ومما يساعد على ذلك ضعف جدران الأردة . فلقد لُوحظ أن الدوالى قد تنتشر فى أكثر من فرد من أفراد الأسرة الواحدة ، ومن العوامل الأخرى التى تؤدى إلى الدوالى وجود أى إنسداد يعوق الدورة الدموية بالساقين مثل الجلطة الدموية أو الضغط على الأوردة من الخارج بالرحم أثناء الحمل أو بأى ورم أخر بالبطن .

وما الذى يضايق مريض الدوالى ؟

كثيراً ما تكون الشكوى وبخاصة فى الجنس اللطيف هو منظر الأرودة النافرة التى تشوه الساقين ، إما على هيئة شعيرات رفيعة زرقاء أو حمراء أو على هيئة إنتفاخات ثعبانية الشكل بالساقين .

فضلاً عن الألم بالساقين نتيجة إحتقان الأوردة وبخاصة عند الوقوف طويلاً.

وماذا لو تُركت هذه الأوردة بدون علاج ؟

فى هذه الحالة فإن المضاعفات ولا ريب آتية . وأولى هذه المضاعفات هو الجلطة الدموية بهذه الأوردة ثم الإكزيما والإلتهابات بالجلد التى تؤدى إلى قرحة مزمنة تظل أعواماً طويلة ، ترفض الإلتئام . وقد تنقلب إلى ورم سرطانى . علاوة على أن هذه الأوردة معرضة لنزيف قد يكون خطيراً أو مميتاً فى بعض الحالات نظراً لشدته .

وما هو العلاج إذن ؟

البحث عن سبب تمدد الأرودة ومنعه وتلافيه ، وذلك مثل الأورام بالبطن أو الفخذ وعند الحوامل.

عدم الوقوف طويلاً وقد يستدعى هذا تغيير المهنة أو الوظيفة .

الجورب الضاغط وتعتمد فكرته على الضغط على جدران الأوردة المتمددة فيمنع إحتقانها ويضيع الألم . على أن تأثيره وقتى وتعود الدوالى للظهور حالما يخلع الجورب ، بل إنها قد تزداد تضخماً بمرور الزمن ، كذلك فإن إرتداء الجورب يمنع تبخر العروق ويؤدى إلى إكزيما بالساقين .

العلاج بالحقن وتعتمد فكرته على حقن مادة معينة فى داخل الأورة السطحية النافرة ، فتؤدى إلى إحداث تليف وتجلط بداخل الوريد الذى ينكمش حجمه ويختفى منظره وتضيع آثارة .

والعلاج بالحقن يحتاج إلى خبرة خاصة من الجراح مع حسن إختيار الحالة المناسبة لهذا النوع من العلاج ، حتى لا تمتد الجلطة إلى الأوردة العميقة بالساقين وتحدث إنسداد بها . وهذا النوع من العلاج يعطى نتائج جيدة وبخاصة فى الدوالى على هيئة شعيرات رقيقة حول الركبة وبالساقين وبخاصة فى الإناث .

ومتى يلجأ إلى الجراحة ؟

هناك عديد من العمليات الجراحية منها ما يهدف إلى منع إندفاع الدم من الأوردة العميقة إلى الأوردة السطحية وذلك بقطع الإتصال بينهما .. ومنها ما يهدف إلى إستئصال الأوردة السطحية التالفة كلياً . وعموماً فإن تحديد نوع العلاج يختلف من حالة إلى أخرى ، وفى بعض الحالات قد يلجأ إلى العلاج بالجراحة والحقن فى نفس الوقت .